04 - 10 - 2025

رشقة أفكار | لتتذكر معهم "الهولوكست".. أما نحن فلن ننسى "بحر البقر"!

رشقة أفكار | لتتذكر معهم

- فلتنس أنت . فأنت وحدك في هذا دوننا .. شعبًا وصحفيين ..ولو كنت بين أهالينا هناك لدعوتهم لمقاضاتك !
- لا نملك إلا أن نتذكر جرائم الصهاينة من قصف تلاميذ مدرسك بحر البقر إلى ضرب عمال أبو زعبل بالنابالم .
- من  يدعونا إلى النسيان هو بلا ذاكرة أساسًا ..لماذا لا تطالبهم بنسيان الهولوكوست ؟ تعرف العقوبة طبعا، فسيقتادونك من الطائرة إلى الموساد رأسًا !
- تمتنع عن دعوة الصهاينة إلى نسيان الهولوكست خوفًا من العقاب بحرمانك من السفر أنت وأولادك لتشجيع ناديك الأسباني الذي تعشقه !
- بحر البقر مثلها مثل مصانع أبو زعبل و صابرا وشاتيلا وقانا في فلسطين ولبنان ..دماء غزيرة تدمي  القلوب وأحزاننا بسببها لن تجف
- يوم المذبحة في ٨ أبريل ١٩٧٠  كنت في العاشرة ونزفت عيني دما على التلاميذ الأبرياء، أما  كبرياؤنا فضربت مع قصف عمال أبوزعبل بالنابالم .. دماؤهم تناثرت على باب بيتنا!
- أدعو أسر الشهداء مدينة في  بحر البقر إلى مقاضاته .. وتغريمه بملايين الجنيهات في دعوى ملحمية يجب ان ينضم اليها شعبنا كله !  
- قل لي بأي وجه ستقابل صلاح جاهين ؟ وهل ستجرؤ أن تقول له إنس ياعم صلاح ؟

-هل نسي الصهاينه (مايعرف أو مايسمي عالميًا)  ب "مذبحة الهولوكوست" ؟

لكن حديثًا اخيرًا لـ(……) يجعلني أسأله وكلي غضب ومرارة :كيف تكون " هولوكستيًا  ربما بأكثر من الصهاينة انفسهم ؟

إنهم لم ينسوا ولن ينسوا، ومن يحاول النسيان استصدروا له قوانينًا دولية تجعله يعيش حياته مذمومًا مدحورًا.. ميتًا حيًا .. يجلد بسياط الهوان والمذلة على مدار الساعة، من أصغر "فسل" في العالم حتى "رئيس أكبر عصابة دولية"، تمارس العدوان على الأبرياء، وتطالب لنفسها بكل بجاحة بالحصول على جائزة نوبل للسلام !

لكن بحر البقر.. هذه القرية المسالمة، ومدرستها الابتدائية الشهيرة التي ذبح الصهاينة ٣٠ تلميذة منهم بدم بارد.. لم نستطع أن نخلق حولها ولأجلها رأيًا عامًا دوليًا ندينها به، ونجعل منها ذكرى حاضرة في ضمير العالم (رغم ان العبقري صلاح جاهين حاول بقصيدته القذيفة : "الدرس انتهى لموا الكراريس"، ان يخلد ذكراها.. ففعلنا نحن ولم ننس، لكن العالم لم يتذكر) !

وكيف يتذكرون، إذا كان قد خرج من بيننا نحن.. من مواطنينا نحن.. من إعلاميينا الموهوبين نحن.. من يدعونا، بِفُجْرٍ بَيِّنْ، أن ننسى بحر البقر.. القرية المسالمة والعدوان الفاجر الغادر.. المدرسة الابتدائية المسكونة بالبراءة ..المذبحة والجريمة والعدوان الذي لم يكن هدفه إلا إرهاب شعب مصر من اقصاه إلى اقصاه ! وأي جريمة يا(……) تلك التي يُرْهَبُ فيها شعب بأكمله، وتحطم معنوياته، ليقبل بالهزيمة المنكرة في خمسة يونية المذل.. بحيث تبقى  الأمور كما هى، فلا تسليح ولا حائط صواريخ ولا معنويات قتال ولا عبور ولا انتصار .. ولا شيء، فقط .. وإنما "يحزنون" !

لا ينسون الهولوكوست.. لكنه يطالبنا - وهو من دمنا ومن مهنتنا -  أن ننسى نحن بحر البقر! ماذا بينك وبين الصهاينة بحيث تطالبنا بأن ننسى أولادنا وفلذات أكبادنا وشعبنا المغدور به، ولا تفكر بآن تدعوهم لنسيان الهولوكوست.. أنت تعرف أنك لو فعلت لدمرت حياتك.. حتى ناديك الأسباني الذي تعشقه وتسافر مع أولادك لحضور مبارياته العظيمة، لن تجرؤ على السفر اليه مطلقًا، فربما تم اقتيادك من الطائرة إلى الموساد رأسًا !

هذه السطور ليست ردًا على انحيازك الأعمى للصهاينة، ونقدك المستمر لحماس ووصمها بكل الصفات الرديئة.. لكنها تستدعينا لتذكر من أنت ومالذي تقوله أو تكتبه في هذا الإطار؟.. هي دعوة مؤكدة  للقصاص منك  بلا رحمة .  كصحفيّ زميل لك، لا يمكنني - لو امتلكت الأساليب والأدوات القانونية -  أن أسجن زميلًا، ولكني  منحازًا إلى شعبنا الجسور البطل الذي تحمل مرارات العدوان، وبكى دما بدلًا من الدموع، أدعو أهل بحر البقر ومدير المدرسة وأولياء أمور تلاميذ مدرسة بحر البقر الابتدائية والباقون منهم على قيد الحياة إلى رفع قضية لعلها تكون الأولى من نوعها، تطلب قصاصا عاجلا من الزميل الذي - بكلماته السامة المسمومة المذمومة -  نسى مذبحة البقر - كما نسى ضرب عمال مصنع أبو زعبل بالنابالم وتصفية مهندسي صناعة الصورايخ المصرية، ونسي أيضا مذابح الصهاينة في قانا وصبرا وشاتيلا وغزة - وأدعو كل شعبنا ونقاباته بما فيها نقابة الصحفيين للانضمام إلى الدعوى، بل أدعو النقابة منفردة إلى مقاضاته، لأنها بحكم التزامها بالدفاع عن الصحفيين لن تملك فصله ولا معاقبته، لكن ربما يمكنها ان تشكوه إلى القضاء.. هكذا أظن لعلى مخطيء ولعلى مصيب .. أقل شيء ان تصدر النقابة بيان إدانة.. وأن تذكر بما جري في المذبحة.. ومثلما عرضت وثائقيات غزة في النقابة عليها ان تذيع وثائقيا عن بحر البقر وعمال أبو زعبل.

.. وأرى واجبًا على التليفزيون المصري وبرامج التوك شو أن تستعيد حسها الوطني، وتقدم وثائقيا عن مذبحة مدرسة بحر البقر الابتدائية.. ومعها ضرب عمال أبو زعبل بالنابالم !

تفاصيل هذه المجزرة تقول أنه في  تمام الثامنة والربع صباح الخميس 12 فبراير  1970 سمعت أصوات طائرتي فانتوم إسرائيليتين تتجهان نحو المصنع، أسقطتا صاروخين وعدداً من قنابل النابالم، وخلال ثوان تهدمت بنايات المصنع وتصاعدت ألسنة اللهب في المكان، فأصاب صاروخ ورشة الصيانة بشكل مباشر، وأصاب الآخر محطة المحولات، ومن قوة الانفجار تفتّتت قوالب الحديد وتحولت بدورها إلى شظايا قاتلة، ونُقل المصابون وجثث الشهداء إلى المستشفيات، أسفر عن استشهاد نحو 83 عاملًا وجرح 150 آخرين نصفهم تقريباً أًصيب بعاهات مستديمة وتقول لنا "ليه ماتنساش"هل أقول لك لماذا لا ننسى؟ لو قلت لك فسأتجاوز!

أنا لن أنسى .. وأحرض - بكل ماأوتيت من بيان - الشعب المصري  وكل من بقيت في قلبه ذرة عروبة - ألا ينسي جرائم الكيان الصهيوني في بلادنا وفي فلسطين وفي لبنان وسوريا وإيران.

يقيم الصهاينة الدنيا ولا يقعدونها ويعاقبون كبار المفكرين والعلماء والمبدعين والصحفيين والساسة إن هم تجرأوا وتشككوا في الهولوكوست( يا…….؟ لن اذكر اسمك مجددًا في كتاباتي ولو اعتذرت عما قلت )، ويبقون جذوتها حية طول الوقت كالسيوف المسلطة على الرقاب، بينما أنت  تطالبنا بأن ننسى بحر البقر "نهار اسود كما يقول أهلنا البسطاء! ماذا فعل أهلنا هناك صبيحة  يوم ٨ أبريل عام ١٩٧٠  ليفيقوا - بعد ضرب أبوزعبل بالنابالم - على زمجرة الطائرات الاسرائيلية وهي تغير على مدرسة إبتدائية..  أبرياء في عمر الزهور، لايعرفون شيئا عن فنون الحرب أو مهارات القتال.. إنما يرسمون ببراءة لوحات النضال.. لكنهم "لموا الكراريس" على وقع دمائهم الذكية، التى انتهى معها الدرس، وسقط ضمير العالم يومها، ولاعزاء لعمنا الذي علمك معنا السحر والسخرية والشجن والوطنية في مؤسستنا النضالية العريقة روزا اليوسف؟

قل لي بأي وجه ستقابل صلاح جاهين؟ وهل ستجرؤ أن تقول له إنس ياعم صلاح؟

****

الدرس انتهى لموا الكراريس

بالدم اللي على ورقهم سال

في قصر الأمم المتحدة

مسابقة لرسوم الأطفال

إيه رأيك في البقع الحمرا

ياضمير العالم ياعزيزي

دي لطفلة مصرية وسمرا

كانت من أشطر تلاميذي

دمها راسم زهرة

راسم وجه مؤامرة

راسم نار

راسم عار

عالصهيونية والاستعمار

والدنيا عليهم صابرة

وساكته على فعل الأباليس.

الدرس انتهي لموا الكراريس.
-----------------------------------
بقلم: محمود الشربيني

مقالات اخرى للكاتب

رشقة أفكار | لتتذكر معهم